في مشهد إيماني وإنساني عظيم يترجم قيم العطاء والتفاني، يشارك 50 متطوعًا ومتطوعة من أبناء وبنات جمعية رعاية الأيتام بمحافظة الليث في خدمة ضيوف الرحمن القادمين عبر ميقات يلملم، وذلك على مدى ثلاثة أيام متواصلة، يقدم هؤلاء الأيتام الأبطال ضيافة كريمة لأكثر من 100 ألف حاج، في مبادرة تطوعية تُجسد أسمى معاني الخدمة والإخلاص.
حيث يشارك في هذه المبادرة أبناء الجمعية، مدفوعين بروح العطاء والرغبة في المساهمة بخدمة الحجاج، إيمانًا منهم بقيمة العمل التطوعي والأجر العظيم لخدمة ضيوف الرحمن. وقد تم تجهيز موقع الضيافة في ميقات يلملم بكافة الترتيبات اللازمة لضمان راحة الحجاج قبل إحرامهم.
تضمنت الضيافة المقدمة للحجاج "حقيبة الحاج المتكاملة" التي احتوت على مظلة واقية من الشمس وكاب، لتوفير الحماية اللازمة لضيوف الرحمن في رحلتهم المباركة. ولم تقتصر الضيافة على ذلك، بل شملت أيضًا تقديم القهوة والشاي والمعاميل العربية الأصيلة التي تعكس كرم الضيافة السعودية، بالإضافة إلى تقديم المرطبات كـ"الآيس كريم" لتخفيف حر الصيف على الحجاج.
من جهته عبر رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية الأيتام بالليث، الأستاذ علي بن ناجم العرياني عن فخره واعتزازه بهذه المبادرة النوعية، قائلًا: "إن ما يقوم به أبناؤنا وبناتنا من الأيتام اليوم هو رسالة قوية تؤكد أن العطاء لا يعرف عمرًا ولا ظروفًا. هم يمثلون أسمى معاني البذل، ويجسدون القيم النبيلة التي نسعى لغرسها فيهم. إن خدمتهم لضيوف الرحمن هي شرف عظيم ومصدر فخر لنا جميعًا".
وأضاف العرياني: "هذه المبادرة لم تكن لتتحقق لولا إيمان أبنائنا بأنهم جزء فاعل من هذا المجتمع، وأن لديهم القدرة على المساهمة الإيجابية فيه. نتطلع إلى أن تكون هذه التجربة دافعًا لهم ولغيرهم لمواصلة مسيرة العطاء والتميز في خدمة الوطن والمجتمع".
تُعد هذه المبادرة التطوعية الفريدة من نوعها تجسيدًا حيًا لدور الجمعيات الخيرية في تنمية روح العطاء والمسؤولية الاجتماعية لدى المستفيدين منها، وتحويلهم من متلقين للدعم إلى فاعلين ومبادرين في خدمة مجتمعهم ووطنهم.
